رسالة محمد بن عبد الله بن الحسن، الملقَّب بالنفس الزكيَّة، التي يُؤَكِّد فيها أحقِّيَّته بالخلافة من أبي جعفر المنصور (عبد الله بن محمد):
"من محمد بن عبد الله أمير المؤمنين إلى عبد الله بن محمد، {طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} إلى قوله: {مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص: 1-6]، وأنا أعرض عليك من الأمان ما عرضته، فإنَّ الحقَّ معنا، وإنَّما ادَّعيتم هذا الأمر بنا، وخَرجتم إليه بشِيعتنا، وحَظيتم بفضلنا،
وإن أبانا عليًّا رحمه الله كان الإمام، فكيف ورثتم ولايةَ ولده؟!! وقد علِمتُم أنه لم يطلب هذا الأمر أحدٌ بمثل نَسَبنا ولا شرفنا، وأنَّا لسنا من أبناء الظِّئار، ولا من أبناء الطُّلقاء، وأنه ليس يَمُتُّ أحدٌ بمثل ما نَمُتُّ به من القرابة، والسابقة، والفضل.
وأنَّا بنو أُمِّ أَبِي رسول اللهّ فاطمة بنت عمرو في الجاهلية، وبنو فاطمة ابنته في الإسلام دونكم، وأنَّ الله اختارنا واخْتار لنا، فَوَلَدَنَا من النبيِّين أفضلُهم، ومن الألف أوَّلهم إسلامًا علي بن أبي طالب، ومن النِّساء أفضلُهن خديجة بنت خُويلد، وأوَّل مَن صلَّى إلى القبلة منهن، ومن البنات فاطمة سيِّدة نساء أهل الجنَّة، وَلَدَتِ الحَسن والحُسين سيدَي شباب أهل الجنَّة صلواتُ الله عليهما، وأنَّ هاشمًا وَلد عليًّا مرَّتين، وأنَّ عبد المطلب وَلد حَسَنًا مرَّتين، وأنَّ النبي وَلَدَنِي مرَّتين، وأَنِّي من أوسط بني هاشم نَسبًا، وأشرفهم أبًا وأمًّا، لم تُعْرِق فيَّ العجم، ولم تُنازع فيَّ أمهاتُ الأولاد، فما زال الله بمنِّه وفضله يختار لي الأمَّهات في الجاهليَّة والإسلام، حتى اختار لي في النار، فأَنا ابنُ أرفع الناس درجةً في الجنَّة، وأهونهم عذابًا في النار، وأبي خيرُ أهل الجنة، وأبي خيرُ أهل النار، فأنا ابن خير الأخيار، وابن خير الأشرار، فلك اللَّهُ، إن دَخلتَ في طاعتي وأَجَبْتَ دَعْوتي، أن أؤمِّنك على نَفسك، ومالك، ودَمك، وكلِّ أمرٍ أحدثتَه، إلاَّ حدًّا من حُدود الله، أو حقَّ امرئ مُسلم أو مُعاهَد، فقد علمتَ ما يلزمك من ذلك، وأنا أَوْلَى بالأمر منك، وأَوْفَى بالعَهد؛ لأنك لا تُعطي من العهد أكثرَ مما أعطيتَ رجالاً قبلي، فأيَّ الأمانات تُعطيني: أمانَ ابن هُبَيْرَةَ، أو أمانَ عمِّك عبد الله بن عليٍّ، أو أمانَ أَبِي مُسلم، والسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق