الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

مقال : كباريه الإنشاد الإسلامي !!




تبوك الحدث - بقلم / فهد العبيدان :
كنّا نطالب بفعاليات سياحية بمنطقة تبوك لاستجلاب الزوار ونوعًا من الرفاهية المحمودة ، وموقعًا يجمع الأهالي والسياح لنرى من خلاله فرحة العيد ، ولا ريب في ذلك ، فالأحباش في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يلعبون بالسيوف وبحركاتهم البهلوانية ورسول الله وزوجته أم المؤمنين عائشة كانت تنظر إليهم من خلف الستار حياءًا من الحييّة ابنة الصدوق .

واستجابت إحدى المدن الترفيهية بإحضار منشد بكامل أدواته الطّربية والتي يسميها العامة إيقاعات ، وتراقصن على نغماته الحسناوات ، وتمايلن على صوته الجميلات ، بحضور مختلط ، ولكن هذه المرة بمشاركة الأطفال ، أليست أناشيد ؟!
انتشر مقطع فيديو هذا المهرجان المبتذل كانتشار النار بالهشيم ، وتساءلت بكم الطاولة الأمامية والخلفية ، وهل يُسمح برش النقود وتبادل أطراف الحديث مع العنصر النسائي تحت إطار ” السياحة ” والأناشيد الإسلامية ؟! ، واستبيحوني عذرًا فقد اختلط الحابل بالنابل ، وتذكرت الأيام الخوالي “وأحلى تحيّة لأبو سليمان باغيابه ” ، إن الخلل الواقع بهذا المهرجان المختلط عدم التنسيق مع رجال الحسبة ليلبس المهرجان لباسه الشرعي الطبيعي بعيدًا عن الإبتذال والرقص وتعالي الأصوات ، خاصة أن المملكة بالأمس القريب قد حدثت بها آية للتخويف ذُكرت بالقرآن والأحاديث النبوية ، الخسوف ما هو إلا آية يخوّف الله بها عباده وصلاتها فرض كفاية من أجل انقشاع هذا التخويف العظيم ، هكذا علمنا الإسلام ، لا كما يسمونها الغرب ظاهرة طبيعية نلتقط لها جميل الصور ، ولا ننسى أن وطننا العزيز في اللحظة التي يُستشهد فيها أسدٌ لردع تعدٍّ على حدوده أو إقتلاع إرهابي من بين أراضيه ، نجد رقصًا يستحي المواطن الشريف العفيف أن يراه أو حتى يسمع به ، والتاريخ يذكر لنا قصة المستنصر بالله آخر الخلفاء العباسيين يشاهد تراقص القينان على نغمات الموسيقى في اللحظة التي يحاصر بها التتار بغداد ، ولم يأبه بالحصار حتى وقع سهم مغولي في نحر إحدى الراقصات ، واكتفى بإبعادها وإكمال لهوه ، هذه الرفاهية العالية مع غياب العقل كانت سببًا لسقوط الدولة العباسية وقتل الخليفة العباسي رفسًا بالأقدام ، فاعتبروا يا أولي الألباب .
فيا مهرجانات الخنى راعوا شعور أهالي شهداء الوطن ، حتى أن جثثهم الطاهرة لم تتحلل ، ويا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قوموا بعملكم كما عهدناكم ، ولا تنتظروا دعوة من أي جهة فالشق يحتاج لرقعتكم .

دمتم مراعين لأهالي شهداء الوطن
fahdalobaidan@gmail.com


http://tabuk-alhadth.com/?p=7054165591

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق