الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

مقال : جسور المشاة , فات الميعاد !!






تبوك الحدث - بقلم / فهد العبيدان :
عند رغبتك بمعرفة تطور أي دولة أو منطقة في العالم أنظر إلى البنية التحتية والطرق ، ألم نقرأ بالتاريخ ، قامت الدولة الفلانية بشق الطرق وبناء الجسور وحفر الآبار ؟ ، فالأندلس حينما وُصفت بصفحات التاريخ تغنّوا بجسورها وطرقها ونظافتها ونظامها ، وكما ذُكر بالروايات التاريخية أن الأندلس أول من قامت بوضع حاويات لجمع المهملات واستمرت وتناقلها العالم حتى أصبحت دلالة على رقي أي مجتمع .
وحينما نمد أبصارنا بمنطقة تبوك قاطبة ، نجدها تكاد أن تخلو من أي جسور للمشاة ، بل هو جسر وحيد بمحافظة ضباء ومهدد بهدمه باسم التطوير ، مهمشين دوره في حفظ أرواح المواطنين ، ولا تعلم أمانة تبوك أن عدد السكان في تزايد وانفجار سكاني كبير بسنوات معدودة ، فإحصائيات التعداد السكاني تشير إلى النمو بشكل رهيب ، فعدد السكان في منطقة تبوك عام ١٤٢٥هـ بلغ  ٦٩١.٧١٦ نسمة وفي عام ١٤٣١هـ بلغ عددهم  ٧٩١.٥٣٥ نسمة ، أما في مدينة تبوك وحدها بلغ عددهم ٥٦٩.٧٩٦ نسمة مع زيادة عدد المركبات و مساحة المدينة المتواضعة ، وعليه فالحاجة مُلحّة لبناء الجسور في تبوك وأملج وكُبرى محافظات المنطقة لتسهيل حركة المرور ومواكبة زيادة عدد السكان ولحفظ أرواح المواطنين  .
وبين فينة وأخرى نقرأ في الصحف ووسائل التواصل حوادث دهس لأطفالٍ ونساء وكبار سن يعبرون الشارع ، فمنهم من ظل على قيد الحياة قد فقد ذراعه أو يجر قدمه ومنهم من لفظ أنفاسه الأخيرة ، وحسب إحصائية الهلال الأحمر بمنطقة تبوك هناك ١٠٢ حالة دهس في ستة أشهر بين موت وإعاقة ، ومن العجيب أن الأمانة قد صرحت العام المنصرم خلال الصحف بإنشاء تسع جسور بتكلفة خيالية وتُقدّر بـ ٤٥ مليون ريال كما ذكرت صحيفة الشرق ، مبلغ يدعو للحيرة ، أيعقل أن يُكلف الجسر الواحد ٥ مليون ريال ؟! ، وكأن الجسر سيطلى بالذهب ، وأحب أن أحذرهم مسبقًا أنها معرضة للسرقة فليكتفوا بالحديد والأسمنت حفظًا لأموال الدولة ، ومن أهم المواقع التي بحاجة لإنشاء الجسور ، أمام المدارس والمراكز التجارية والشوارع ذات الحواجز الخرسانية والمناطق الحيوية ، وأمام منزل أي مسؤول لسرعة الإنجاز ، وحتى اللحظة لم نشهد إنشاء أي جسر على مستوى المنطقة سوى وعود ثم بعد ذلك وعود لإسكات الرأي العام وإلجام الصحف والإعلام ونوعًا من التخدير المُستهلك ، إن المواطن في هذا العصر أكثر وعيًا عما سبق ، فجيل كبار السن الذي إعتاد على ” الرّدميات ” و ” النقوب ” و ” البطانيج ” ثم رضي بالطرق الإزفلتية رحم الله أيامهم ، أنتم أمام جيل جديد واعٍ مثقف ، سافر إلى دول الخليج وأمريكا  وأوروبا وشاهد الفرق وأثبت بالصور والفيديو أن البعض من المسؤولين في وطني همهم كيف يُلبس البشت ، ولكن في عهد سلمان الحزم أمد الله في عمره أوشك المسؤول أن يقع في شِراك تخاذله .
إن الأموال المهدرة في مناظر ومجسمات ” الدوارات ” وترصيف وإعادة ترميم متنفس الشباب جادة الأمير فهد بن سلطان ” شانزليزيه تبوك ” كما نحب أن نسميها ، كان من الواجب صرفها على بناء الجسور لاحتواء حوادث الدّهس ، كما أن الجادة ليست بحاجة إلا للنظافة فلما هذا الهدر المالي في ميزانية الدولة ؟!
وفي الختام نأمل من أمين تبوك بتنفيذ جسور المشاة لحفظ الأرواح واستخدام الأولويات في تنفيذ المشاريع ، فالأهالي من العام المنصرم ينتظرون التنفيذ مذ صرّح بذلك ، واستعجال العمل بلا نفس طويل  ، والمأمول من أعضاء مجلس المنطقة أن يكون ملف جسور المشاة متصدّرًا طاولة المجلس  .
 يسعدني مشاركتكم وإبداء آراؤكم بهاشتاق
#جسور_مشاة_تبوك
دمتم بحلم جسور المشاة ،،،
لتواصلكم :
twettir: @fahd_al_obaidan

http://tabuk-alhadth.com/?p=7054166811 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق