تبوك الحدث - بقلم / فهد العبيدان :
دغدغ مشاعري هاشتاق أُطلق بالأمس القريب هو ” #معلم_لن_تنساه ” ، رجّع إليّ ذاكرتي إلى الماضي الجميل ، كطالب يحمل كتبه يرافق أبناء جيرانه في قرية تسمى حالة عمار إلى مدرسته مسافة ٦٠٠ م ، نتبادل خلالها أطراف الحديث وماذا فعلت البارحة ، رغم وجودنا سويّة حتى نخلد للنوم ، نتوجه إلى مدرسة تحوي معلمين لهم بصمتهم اللامعة في مراحل تعليمي ، أسماء أتمنى أن أقابل الأحياء منهم لأقبل جبينهم رغم قساوة بعضهم ، باستخدام وسائل تعليمية تعذيبية ” العصا لمن عصى ” ، ومع ذلك أجلّهم وأحترمهم لجميل صنيعهم ، فمجمل ما يميزهم ، عطاؤهم المستمر ، والإخلاص بالتعليم ، واهتمامهم بمصلحتنا ، شئت أم بديت ستتعلم .
من باقة أسماء معلميّ الأفاضل وأولهم الشيخ عدنان رحمه الله وقد أفردت له مقالًا بعنوان رجل من تاريخ حالة عمار ، أما المعلم الآخر أ/ مصطفى سوري الجنسية ، معلم درسني في الصف الأول الإبتدائي عصبي المزاج وحاد الطبع ، يملك عصا بنّية اللون ، ومع ذلك كان مخلصًا شديد الحرص على تعلمنا الحروف التي تقرؤون ما زرعه في بداية أبجدياتنا ، أ/ عبدالرفيع معلم العلوم بالصف الرابع ، مصري الجنسية يلبس ثوبًا ويلف الغترة البيضاء حول رقبته ، وكسابقه عصبي وحاد الطبع إلا أن حرصه الشديد على تعليمنا قد أحببناه ، علمنا تجربة زراعة الفاصوليا بالقطن ، وكان حريصًا لمعرفة النتيجة ، أ/ نادي مصري الجنسية علمنا أبجديات اللغة الإنجليزية ، هادي الطبع كثيرًا ما يستخدم الوسائل التعليمية لنفهم تلك اللغة الدخيلة علينا ، إخلاصه منقطع النظير ، وما زالت صرخاته بتحفيظنا تهجئة الكلمات في أذني ، أ/ جميل الثبيتي هادي الطبع جدًّا قلما يغضب ، جاء من أقصى جبال الطائف إلى أقصى الشمال الغربي ليعلمنا مادة الأحياء ، كان مُعلمي الفاضل يُحضر نماذجًا كوسيلة تعليمية يشرح من خلالها الدرس ، حصته مختصرة لتمكنه وسهولة توصيله للمعلومة ، أ/ محمد العمري هادي الطبع أيضًا معلمًا للكيمياء ، هذا المعلم القدير من نوادر معلمي هذا العصر ، كنا نفهم ونحفظ الدرس في حصته ، يكتب مرتين أو ثلاث على السبورة ، وننقل ما كتبه ونعتمد عليه ، لا يلخّص بل يقنن الدّرس ، فكتب جيلنا كانت مليئة بالغث والسمين ، أما يكفي أنني لا أهبأ ليوم إختبار مادته لجودة طريقة تدريسه ! ، أ/ صالح فلسطيني الجنسية معلم الرياضيات بالصف الثالث ثانوي ، رجل طيب شديد الأدب والأخلاق ، طويل البال ، شرحه مميز ، يرفض تدريس الخصوصي ” في المنازل ” للطلاب المتميزين بل يقدمها مجانًا ، و أ/ إبراهيم الحربي وخالد العطوي والقائمة تطول من نجوم كانت لهم اليد البيضاء في سماء التعليم ، فلهم مني جزيل الشكر والعرفان .
حينما أقارن هؤلاء النجوم بوقتنا الحالي ممن زاملتهم كمعلم طوال فترة خدمتي بالتعليم يحق لي أن أرثي السابقين بمعلّقة على جدار إدارة التعليم ، ويحق لي أيضًا أن أكتب أسماء اللاحقين على ورقة من دفتر مهتريء وأقذفها على قارعة الطريق ، أجد البعض منهم اهتمامه يقتصر على مضي ٢٥ يومًا ليتقاضى مرتبه ، يقضي حصته متثاقلًا متململًا ، يكتفي بعرض شيئًا من الدرس ، كثيري الغياب ، يتقنون إستخراج الإجازات واختلاق الأعذار ، لا يملكون روح العمل التكاملي ، وأتمنى من هؤلاء المعلمين أن يستفيدون من قصة ذلك المعلم الذي أوردها لي المرشد الفاضل محمد مفلح ، فهذا المعلم لا يشرح في حصته أبدًا بضمير ميت حتى رزق بطفل ودخل الصف الأول حتى وصل للصف الخامس وهو لا يعرف القراءة ونجاحه ب ” الواسطة ” .
معلمي الرعيل الأول لكم منا أجمل التحايا ، وبعض من معلمي هذا الزمن اتقوا الله في طلاب استأمنوهم أولياء أمورهم في أعناقكم .
دمتم معلمين مخلصين ،،،
لتواصلكم :
twettir: @fahd_al_obaidan
Email: fahdalobaidan@gmail.com
twettir: @fahd_al_obaidan
Email: fahdalobaidan@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق