الاثنين، 9 مارس 2015

مقال : أمي لها إذا الخطب جلل !!



صباح الخير يا وردتي ، صباح الخير يا أجمل أنثى ، صباح الخير يا أحنّ حوّاء ، صباح الخير يا أمّاه . 

مساء الخير يا قَمَري ، مساء ليلٍ نوره ضِياك ، مساءُ نجمك السّاطع ، مساء دلماء يرجو ظهورك ، مساء الخير يا أمّاه . 

عُمّرتُ حتى ظهر المشيب واقتصرت الخُطى وخف السّمع وضعُفَ البصر ، ونادى مُنادي المرض حي على أرضه المأوى والسّكن ، يعيش مقتاتًا على أعضائه ، ينام على أنينه وأنّاته ، اللّيل ولا ليل له ، حكايات وروايات ، يظهر هلال ويضيء قمر ، يظهر نجم وينزوي نجم ، تهب العواصف ويزمجر الرّعد ، برقٌ يُضيء على عجل ، تهطل الأمطار ويهدر السيل وتجري الوديان وينبت الشّجر ، واللّيل هو الّليل ولا ليل له . 

فهمت تصاريف الحياة ومعنى أمي إذا الخَطْب جَلل ، تنسل ليلًا ميمّمة القبلة تكبّر الله أكبر ، هنا تنقطع الدنيا وتتصل بالآخرة ، ترفع كفّيها تُخافت ربها أي رب ، ارحم ابني ارحم ابني ، ولا سبيل لاكتمال الدعاء فقد خالطه البكاء ، وغلب عليها النعاس مع انبلاج الفجر ، تنادي أي بُني كيف حالك وهل تحسّنت أحوالك ، تظن بالله خيرًا بجواب المناجاة . 

أمي لا عليك ، والحمد لله ، ولكن لما يبدو عليك السّهر ، تُعلّل بتلاوة قرآنٍ وقيام ليل وتُخفي دعواتها وما أعرفه عنها ودمعاتٌ بسَحَر . 

أمّاه ، مهما بلغ عصياني وذنبي وقصوري فلا سبيل لعقوقك ، ويكفي بسجودي أدعو ربّاه ارحم أمي ارحم أمي .



فهد العبيدان 
١٤٣٦/٥/١٧هـ  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق