رجل من تاريخ تبوك
الأستاذ صالح عبدالله بن رضا المدني من قدامى أهالي تبوك الحاضرة ، عاش وترعرع بين نخيل القلعة وعين السِّكر ، عشق البر وهواه النقي ، مارس هواية القنص وورثها لأبنائه ، هو الابن الثالث لوالده رحمه الله - من بين خمس أخوة - وكان والده مؤذنا للجامع الأثري ( مسجد الرسول ) بعد وفاة جدّي ، عمل معلما ثم مديرا وأخيرا مشرفا بإدارة التعليم حتى تقاعده ، عُرض عليه التلاعب والفساد
المالي بحكم عمله ولكن تربيته ودينه رفضت الإنصياع وراء الأهواء - أخبرني بذلك مباشرة - ، خبرته وفطنته في الحياة تعادل أكبر الشهادات العلمية والنفسية ، كان مرجعًا خاصا لي للوقوف أمام تحديات العصر والمواقف اليومية في معترك الحياة ، إن صعب عليّ حل مشكلة ، لا أتردد بسؤاله وأجد الحل بأبسط ما يكون ، وهو صديق والدي حفظه الله الخاص منذ طفولته ، تربّيا ونشآ سويًّا في نفس الظروف ، رحلاتهم البريّة وما بها من دروس ومعلومات تعجز الكتب عن إقصائها لم تحتويه من خبرات وعلوم قلّما تقرؤها لعظماء الرحّالين والفلاسفة والحكم ، لهم أسلوبهما الخاص في سرد القصص والحكايات والمغامرات ، وكما ترون حينما أتكلم عن أحدهما فكأنني أكتب عن الآخر ، فهما وجهان لعملة ذهبيّة واحدة .
المالي بحكم عمله ولكن تربيته ودينه رفضت الإنصياع وراء الأهواء - أخبرني بذلك مباشرة - ، خبرته وفطنته في الحياة تعادل أكبر الشهادات العلمية والنفسية ، كان مرجعًا خاصا لي للوقوف أمام تحديات العصر والمواقف اليومية في معترك الحياة ، إن صعب عليّ حل مشكلة ، لا أتردد بسؤاله وأجد الحل بأبسط ما يكون ، وهو صديق والدي حفظه الله الخاص منذ طفولته ، تربّيا ونشآ سويًّا في نفس الظروف ، رحلاتهم البريّة وما بها من دروس ومعلومات تعجز الكتب عن إقصائها لم تحتويه من خبرات وعلوم قلّما تقرؤها لعظماء الرحّالين والفلاسفة والحكم ، لهم أسلوبهما الخاص في سرد القصص والحكايات والمغامرات ، وكما ترون حينما أتكلم عن أحدهما فكأنني أكتب عن الآخر ، فهما وجهان لعملة ذهبيّة واحدة .
لهما دراية وعلم بتصنيف أودية وجبال وأعشاب منطقة تبوك عامّة من الحرّة و وحسمى والطبيق والمناطق والأديار المجاورة ، يجتمعان سويًّا مع أصحابهم القدامى بشكل يومي بضيافة ومجلس أبو فيصل - العم صالح - لا يخلو مجلسهم من الطرفة والعبر والحكم والأجمل كما أسلفت جميل القصص ، ولكن الحياة لا تدوم لبشر إلا للواحد الأحد ، مرض العم صالح وأنهكته الأمراض حتى فارق الحياة يوم الخميس بتاريخ ١٤٣٤/١١/٢٧ من الهجرة النبوية ، وقام بواجب العزاء كبار رجال الأعمال ومسؤولي الدوائر الحكومية والأصحاب والأحباب ، فله مكانة خاصة في قلوب من عرفه ولرحيله وقفات مع أصحابه لا تنسى أُسجلها للتاريخ ، بين مصدّق ومستنكر .
ما أصعب تلك اللحظات يا كرام ، كم من المؤلم أن يدفن كبار السن وأصحاب الطفولة صاحبهم ، كم من المؤلم أن يودع الأصحاب صاحبهم ، كم من المؤلم أن يرفض البعض توديعه لشدة ألمه ، كم آلمني وداع رجل تربيت على سماع اسمه من والدي في كل سالفة وكل حين ، وين صالح ، قلت لصالح ، ذهبت أنا وصالح ، طلعت أنا وصالح ، مريت أنا وصالح ، عزيت أنا وصالح .
يا والدي العزيز حفظك الله وعافاك وأطال في عمرك للخير , أعلم قدر ألمك وعظيم همّك وشدّة كربتك إلا أن الموعد إن شاء الله في الجنة ، ولا يحتاج صاحبنا منك ومن القراء في قبره إلا الدعاء .
فيا أيها القاريء الكريم لم أكتب عنه لعظيم صحبته لوالدي ومحبتي له فقط ، بل لتعلم أن الدنيا زائلة لا ينبغي لك أن تتخاصم وتُغضب فلان وتظلم آخر ، التسامح ثم التسامح فمصيرنا جميعًا مفارقة هذه الحياة والعبرة بحسن الخاتمة ورضا الله والوالدين وصحبة نبينا الكريم والجنة ثم الجنة .
فهل سنعتبر كما قال ابن الخطاب " كفى بالموت واعظا " ؟!
دمتم متحابين ،،،
يهمني تواصلكم واقتراحاتكم :
فهد العبيدان
twettir: @fahd_al_obaidan
رابط المقال على صحيفة تبوك الحدث :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق